هدى حسين

قصص و روايات

ورق سوليفان

عندما كنت صغيرة كنت اسمع عبارة "للبيوت أسرار" وكنت لا أكاد أفهم ما تعنيه هذه الجملة ونسيها بقبل الحياة وضجيجها.. اليوم ظهرت هذه الجملة بوضوح على السطح قررت أن أزور احدي صديقاتي الأنتيم من زمن مضي جعلنا المعرفة عائلية فتربط زوجي بزوجها صداقة متينة أيضا.. دخلنا وبعد الترحاب وتقديم واجب الضيافة فجأة رأيت زوجها يحاول أن يشكو منها في اطار مغلف بالسوليفان.
أحاول أن أغلق هذا الحوار كلما أراد بكلماته أن يتجه إلى الشكوي. أغلق عليه خط الرجعة وأخذ بالحوار إلى منحني اخر ورأيتها تشعر بذلك.
يوما قررت ان اذهب لزيارة صديقة أخرى كانت تمر بأزمة نفسية حادة.. ولها في قلبي محبة خاصة.. ولقد تألمت لازمتها وحاولت اكثر من مرة ان اخرجها مما هي فيها ولكن دون جدوي.. رأيت أيضا زوجها يحاول ان يعري علاقاتهما الخاصة ويضعها على مائدة الحوار.. فقررت ان انجو بنفسي من تلك الورطة وبلباقة أخذت الحوار لمنعطف آخر ولم أعطه فرصة للبدء من جديد واعتذرت لوجود موعد خاص لدي. ولكني بداخلي دهشة. لماذا في الزيارات الخاطفة والتي نريد أن تكون مليئة باحساس صادق للتلاقي لماذا نلون هذه اللحظات بكلمات قد تفسد بعض الود.. نعم أنا صديقة لهما ولكن بعض الخصوصيات مطلوبة وعندما رجعت إلى منزلي قررت ان احتفل بزوجي لأنه دائما ما تكون حاورتنا بيننا فقط ولذلك احتفلنا أنا وهو فقط وعندما سألنا عن السبب طبعت على خده قبلة لها معني.

اضيف بتاريخ: Wednesday, June 27th, 2012 في 00:55

كلمات مجلة أدب:

تواصل مع المؤلف

رسالتك:
اسمك المستعار:

بريدك الالكتروني:

ادخل حاصل جمع 0 + 1 بالاسفل:
 

شارك بالتعليق الآن